الخميس، 31 ديسمبر 2009

هدوءٌ حذر


رغم ما يدنّس مسيرتي من أخطاء
وما يجلوها من غاياتٍ أنا من منحها صفة النبالة
فأنا .. هادئ
أنا الرجل الميت أعلاه
وأنا الرجل الحي أدناه
أنا الأنا
وتعلم يا هدوئي كم أكثر من ذكر الأنا
فوحدها عاصفتي من تحمل اسمي
حتى أنت لا تحمله
حتى نعشي
ذو الأربعة مسامير
لا يحمل اسمي
بل يحمل اسم كل مسمار فيه
هي
والقدر
والشمس
وأنت يا هدوئي

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

عثمان جحجوح في ذمة الله


الثلاثاء ، الموافق 22-12-2009
الساعة الواحدة بعد الظهر
وربما دقائق بعد الواحدة

خرجت روحه مودعة جسده إلى لقاء آخر بعد شروق الشمس من مغربها
خرجت روحه الطاهرة ..
تبصر وجوه أحبائه
ودموع اهله المنسابة من المقل
رحل الكاتب والروائي الكبير وأمين سر اتحاد الكتاب الفلسطينين


الأستاذ : عثمان خالد جحجوح

رحل تاركا خلفه إرثا أدبياً راقياً لطالما استأنس بالفراشات أثناء تجوالها في حقول الربيع


وداعاً أيها الأب
وداعاً أيها الجار
وداعا أيها الكاتب

رحمك الله وأسكنك فسيح جناته

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

صفرُ اليدين

حين تَمنح الحياة مزيدا من حياة
تموت..
تموت الحياة

حين تطير أحلامنا في سماء أوسع
تموت ..
تموت الأحلام

إذا لا مفر من الموت
في بلادٍ كالتي تحيى فيها أحلامي
في قلبٍ كالذي يسكنه نبضي
في وجود كالذي يَجدني
لا مفرَ من الموت

قلتُ ذات مرة :أن الأحلام تموتْ
اتهموني بالتشاؤم
وحين قلت مرحباً بأجساد العاريات
قالوا: فاسقٌ فاقتلوه
وحين لملمت ردائي راحلاً
قيل : ارحموا عزيز قومٍ ذل!

تَشْخص الشمس الظل من على بعدٍ
كبعد الأرض عنها
أو أبعد
ويشْخصني الموت
ويتفحصني من على بعدٍ
كبعد أنملة
أو اقل

يا موتي الذي اشتهي
ويا حياتي التي أمقتها
كم هو قريبٌ ذاك الموت
وكم بعيدة هي شمس الغد
أ وهل هناك من غدٍ أشخصه
أو ربما إن اقترب مسافة كافية .. سأتفحصه
هل فيه كل ما أرغب
وهل يستحق الانتظار
أريده غني
بروحه
وبجسده
ولطالما قالوا أن الروح أطهر من الجسد
وقيل أن الجسد أشهى من الروح
تمنيتُ الروح فقالوا زاهدٌ رجعي
اشتهيت الجسد فقالوا متحضرٌ فاسق
عزفتُ عن الاثنين
فقالوا: لا بشَرِي
أقول :
من أنتم ؟
دعوني وشأني
دعوني أحيا في روحي
أنحتها
أصقلها
وأعيد تشكيلها مرة أخرى
دعوني اشتهي الجسد
ارسم العينين
وأرسم الأنف
وأضع شامة على الخد
وأصقل الفاه بأحمر شفاه رقيق
وأسرّح الشعر كنهرٍ جارٍ
من ليالٍ صيفية
دعوني وشاني
أرسمُ مقلاً
وأزرعُ أرواحاً
دعوني
ابتعدوا عن سبيلي
اتركوني لوحدي
ودعوا عقارب الزمن تتخطاني في مسيرتها اللامنتهية
ودعوا الأرض تدور
وتتخطاني
لا أريد شمسا
ولا القمر
لا أريد البحر
ولا السمر
لا أريد النفْس
ولا الوطن
أريد موتي
فهلا منحتموني إياه ؟
أريد الوحدة
فهلا تركتموني ؟
أريد العزلة
فهلا رحمتموني ؟
لم أعد أريد شيئا
خذوا ما شئتم مني
خذوا الأحلام
خذوا الآمال
وخذوا ما حصدتُ في أعوامي من حزن متراكم
خذوني كلي
واتركوني لوحدي
دعوني
ابتعدوا عني
ودعوني للموت يحييني