الأحد، 5 يوليو 2009

أيها القارئ .. لا تعجب !!

في جعبتي حكايتان
حكايتي أنا
وحكاية أنا
يحكيها شاهدٌ عليَّ
وأحكيها أنا



وكما كل الحكايات
تبدأ حكايتي
بمقدمةٍ تجذب القارئ إليها
كأنها امرأة عاهرة
تكتحل السعادة
ويبرز نهداها من خلف ثوبٍ حريري
تحرك ما في الرجال من شهوة
وتدفن الشهوة النخوة
فيستسلم القارئ لحكايتي
كما يستسلم الرجل لنداء الإغراء
ولربما تتزين حكايتي ببعض كلمات فاقعة المعنى
تغري ضعاف العقول .. وشارديها


في حكايتي أنا
حبكة قصصية تركها القدر
لترتسم كما يحلو له
هو القدر .. وهي حكايتي
يعود السحاب إلى سمائي بعد أن غادرها
ويجن ليلي بعد هدوء
ويزفر صدري آخر ضحكاتي
وتُحبك الحكاية
بقدوم امرأة .. ولكنها ليست العاهرة كالمقدمة !
بل ..
بكل سكينة .. تتقدم ..
لا يبرز النهدان من خلف ثوبٍ حريري
فقد كانت تلبس الثقيل من ملابس الشتاء
حيث تبدو الأنثى كأنثى
أحبهن كذلك .. يرتقينَ ليصبحن أنثى


أتت تلك السيدة
بيديها تجر كانون الأول خلفها .. أو معها
كانون الأول ببرده .. بأمطاره .. وبجنونه
أتت تلك السيدة
وفي عينيها .. سيدة
أتت إلى حيث اللامكان في مكاني
لا شيء معها ..
لا شيء معي
لا شيء معنا
لا شيء هنا
أنا وهي والشمس ثالثتنا


وبرغم ما هنا من تضاد
فكيف يلتقي كانون بضوء الشمس ؟
بل يلتقيان كما التقيت أنا بها
وكيف يلتقي البرد بالحر
ويلتقي الطير والشر
برغم ذلك .. التقينا
أيها القارئ .. لا تعجب!
وكان البرد يلفّنا
والدفء ما نحتضن
قلتُ : أشعر بالبرد
قالت : قلبي مأواكَ
ثم يداعبنا كانون ببعض برده
ثم بقليلٍ من جنونه
تقول لي : عِدني
قلت ُ : أن أحبك دوماً


يقلب القدر صفحاتنا بسرعة
حتى يصل بكَ أيها القارئ
إلى حبكةٍ هو واضعها
بدأ كانون بهدوءٍ يرحل
بكل جميلٍ فيه
ببرده .. بأمطاره .. وبجنونه
وإذا بها تخلع ثقيل ملابسها
وما يثقل كاهليها من وعود
لتمسي تكتحل السعادة ولكن .. لغيري
ويبرز نهداها من خلف ثوبٍ حريري ولكن .. لغيري
تقص شعرها الأنثوي
وتخلع ما على وجهها من زيف التعبيرات
وترفض البقاء ضمن لوحاتي
بل .. أجمل لوحة لدي



يأتيني الغموض بكامل عتاده .. ليحاربني
تمسك السيدة بكانون وترحل
وتكتشف الشمس خيانتها فترحل هي أيضاً
وأبقى أنا وأنت أيها القارئ
لتكون الشاهد والضحية معي
فها أنا أرسل كلماتي ليتعرّينَ
أمامك .. تحاول إغراءك
لتبقى معي .. ولتشدك نحوها
كما تشد العاهرة عابر طريق
تضاجعه لخمس دقائق
يعرف بعدها أن كلماتي قد مر عليها الكثيرون
وأنها لم تعد عذراء كما كان يحسب
ينهي القدر حبكته
وينتقل بنا إلى مزيدا من صفحات حكايتي
أيها القارئ .. لا تيأس !
فهناك المزيد ..



أيها القارئ ..
ألم تمل بعد !؟!
أم أنك مازلت تنتظر تعري البعض الأخر من كلماتي ؟!
أيها القارئ .. لا تخطئ مجدداً
كلماتي لم تتعرَ أبداً
ولم يعلم أحد بما تخفي خلف ثيابها
أيها القارئ .. إتلو عليَّ حكايتي
فوحدك من يشهد بأن القدر هو الراوي
وما أنا سوى شاهدٌ مثلك



يقلب القدر صفحات الحكاية من جديد
ويلقي بي وبها في محطة جديدة
وصلتُ أنا باكراً
وأخذت أعد الترتيبات
تأخرتْ هي قليلا .. ثم جاءت
بخطواتها المتباطئة خوفاً جاءت
شغلني العناق عن السؤال
ثم ..
قبلة كادت تقتل ما بي من جسد
تسلب ما بي من أنفاس
قبلة اجتمعت فيها كل المحطات
كل الصفحات
وصافح كانونَ تموزُ
والبردَ الحرُ
ثم ..
هدوء .. فهدوء .. فهدوء
وعاشقان في أحضان الهوى
يقرأ عليهما القدر وصاياه
عاشقان ..
يداعب شعرها بيده
وهي تستسلم لجموح يده الأخرى
يطفئ القدر الأضواء
ويَغلق الستار ..
يعِدُ القراءَ بالحكاية الأخرى
ثم .. يرحلْ !!

هناك 4 تعليقات:

  1. القاريء ليس سوى متفرج ..

    لا تنتظر منه شيئا .. هو ليس ممثلا في المسرحية ..

    هو عابر طريق تغريه كلماتك العذراء .. يمر عليها

    قد يعجب بها .. وقد لا ..

    عليك أن تقتنع بدور الأنا كبطل في الحكايتين ..

    فهما ليس إلا حكاية واحدة .. لا تلعب دور المشرط ..

    كن أنت فقط .. كن هي .. تلك ال ( ليست عاهرة )

    بل كونا معا ..

    تقبل مروري

    مع خالص تحياتي

    ردحذف
  2. لن يعءجَب القارئ ما دام وافق البطل
    أن يرجع فـ يستسلِم لـ ذات العاهرة
    بـ بعضٍ من فتاتِ كانونَ و يرْحَل !

    عتبي عليه كبير
    البطَلُ .. الشاهد .. و القدر !!

    ردحذف
  3. نحن لسنا سوى متفرجين على صنائع القدر
    لا أنا
    لا هي
    ولا حتى القارئ
    لا يملك أياً منا شيئاً يستطيع به تغيير مجرى الحكاية

    أنا لست " مشرط" ! بل إني وهي ، حكاية واحدة ..
    كانت مجرد حكاية وستنتهي
    لكن سلمى باقية ما بقيتُ أنا
    لسبب بسيط وهو أني لا زلت مولعاً بها

    أحبها فقط

    حياة الألم
    لكم سعدت بمرورك العطر هنا
    ومشاركتي جزءا من حكايتي
    لك من نرجسة

    كوني بخير

    ردحذف
  4. هذا قانون آخر من قوانين الحياة
    أضفتهُ إليها
    سأعود .. لأن لا خيار لي غيره

    إسلام محمد
    أسعد دوما برأيك الذي يكاد يأخذني بعيدا إلى حيث لا تعلمين في فضاء النفس

    لك مني باقة فل
    كوني بخير

    ردحذف

وللآخرين بوح !!