السبت، 19 مارس 2011

وللحياة فصول!


زياد..
مجدداً، وسرب القطا..
زياد..
مستلقٍ على فراشه
يخرج رأسه من تحت اللحاف ببطءٍ
تتحرك عيناه السوداوين باتجاهها
يسترق السمع
هي.. تحسبه نائماً
وهو.. ما زال يسترق السمع
هي.. تزيل غطاء شعرها عنه
وتمسك به وتفكُّ جدائله
ضفيرة تلو الأخرى
وهي تتمتم بكلمات أغنية لفيروز
وعينا زياد ما زالت تترقب
وأذناه.. تُطرب لصوتها.. صوت الأنثى
يُدخل زياد رأسه ثانيةً تحت لحافه بهدوء
تدمع عيناه..
ويلتف بجسده إلى الناحية الأخرى
بعيدا عنها!

في الليلة الثانية..
زياد.. تحت لحافه ما زال مستيقظاً
هي.. مازالت تضع غطاء رأسها
زياد.. يخرج رأسه من تحت اللحاف
هي.. تبدأ بإزالة غطاء الشعر من مكانه
ولم تلحظ زياد!
لم يلتف.. لم تدمع عيناه بعد
أزالت غطاء الشعر.. فكّت جدائلها
تمتمت بكلمات فيروز
اندست تحت لحافها..
وعينا زياد ما زالت تترقب
وأذناه لا تسمع سوى صوتها

في الليلة الثالثة..
زياد.. يستمع، يلتف، تدمع عيناه، ولا يزال مستيقظاً
هي.. تزيل غطاء شعرها، تتمتم، تندسّ، تخرج رأسها من تحت اللحاف
تنظر..يحمر وجهها، تخجل، تغضب، تقف، تضع غطاء الشعر، تصفع زياد!
وتقف بعيداً
زياد.. يضطرب، يتخبط، ويتساءل: من هذا؟
يقف.. يتقدم خطوة.. خطوتين.. يقع.. يئن!
تسأله بحنق: لماذا نظرتَ إليّ؟
تدمع عيناه.. يبتلع ريقه.. يرفع رأسه
يحرك عينيه باتجاهها
يقول: كيف للأعمى النظر!!

هناك تعليق واحد:

  1. لا شيء يقف أمام قوّة البصيرة ان عمدنا الاحساس فيه .. لا عيون عمياء ولا صفعات متوالية !

    ردحذف

وللآخرين بوح !!