الأربعاء، 12 أغسطس 2009

قال: إني راحل

رحل وقال بصوت خافت إني راحل!
كانت السماء خالية من السحاب فصعد صوته السماء وتردد صداه إني راحل.
صَمَتَ لكن الهواء يردد إني راحل.
الباب والغرفة والسجادة والوسادة والقلم والورقة واللوحة والشموع وفنجان الشاي كلها تردد إني راحل.
خاف صوت الأنثى فصرخت : كفى! ، لكن الصدى لم يردد: كفى!
خاف المكوث في الغرفة فخرج إلى الشارع .
رأى بعض من يعرفهم فرحل عنهم .
رأى بعض أزهار " الفينكا " التي اعتاد النظر إليها كل صباح، رآها فرحل.
سمع صوت يشبه صوت أنثى يعرفها فرحل.
لا يريد العودة إلى البيت..
يخشى أن تغتاله ذكرى أنثاه.
لكنه اضطر للعودة ،
فكل زاوية في الشارع تذكر روايته مع أنثاه.
وكل وجوه الذين يعرفهم تسأله عن أنثاه .
فاضطر للعودة مسرعا ،
دخل البيت مسرعا ،
ما زال يخاف أن تباغته صورة من أحب فيعود!
فتح الباب ..
دخل غرفته ..
أنار المصباح ..
فوجد فنجان الشاي ما زال ساخنا!
والقلم يملؤه الحبر !
والأوراق حانقة على بياضها !
فاطمأن أن هناك من ينتظره !!
يتساءل بشيء من الرجاء ..
هل ما زالت أنثاي تنتظرني !
شيءٌ من الخوف يعتريه فيقشعر جسده
يهرب إلى مخدعه ،
ويدفن نفسه تحت فراشه،
علَّه يدفن ذكراها تحته !
ولكنه يكتشف فجأة أن ما كان يخافه هو ما كان ينتظره.
تباغته ذكراها عندما يشتم رائحة فراشه .
ويسمع صوت أنثاه من بين خيوط الصوف المتشابكة.
يهرب من فراشه إلى أوراقه ثانية ..
يضيء المصباح..
فتطارده صورتها في كل جدار من غرفته ،
ولسبب غامض ... لم يعد يريد الرحيل !

هناك تعليقان (2):

  1. ولم الرحيل ؟!
    وهل يصان الحب إلا بالوصل القريب ؟!

    لا تقرأ سؤالاً تنحني فوقه جثةٌ ،
    فكلّ ما يملكهُ الغريبُ هو المغنى.

    سيخرج من يقول لك أنتظر قليلاً ، من سيغير مجرى حياته لأجلك ، من يعيد

    الروح لذكرى وفاتك ، ومن يملأ الدنيا عليك ألحان ،


    مودتي
    ...

    ردحذف
  2. لم أرحل !
    وربما لن أرحل

    سأكون " أنا " دوماً
    ولن انتظر سوى سلمى لتملأ لي الدنيا ألحاناً وصبيانا !



    سين ..
    وددت لو أعطيتك وردة تضعينها مع ضفيرة شعرك
    رغم ما أظن من جمال شعرك !!

    ردحذف

وللآخرين بوح !!